أرض جنوب السودان
بسم الله.. والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعد
أيُّها المسلمون:
تتناقل وسائل الإعلام في هذه الأيام، أنباء عن انتخابات (استفتاء) تجري في جنوب السّودان...!!
سوف يتقرر بعدها... مصير تلك المنطقة...!!
هل سوف تسفر عن اختيار انفصال الجنوب، وقيام دولة نصرانية جديدة...؟؟
وهو الاحتمال الأغلب...!!
لمحةٌ سريعةٌ عن تاريخ جنوب السّودان
1- تقع هذه المنطقة غرب هضبة الحبشة (أثيوبيا حاليًا)، الّتي وصلها الإسلام قديمًا، وذلك قبل هجرة المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم-، مع هجرة المسلمين الأوائل...
وقد أسلم النّجاشي حاكم الحبشة... ولمَّا مات صلّى عليه نبيُّنا محمّدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه الكرام -رضي الله عنهم-.
2- يتألف سكانها من أخلاط من النّاس... فيه بالإضافة إلى سكانها الأصليين من الزّنوج...
فيها قبائل من شبه الجزيرة العربية، وصلت إلى المنطقة على دفعاتٍ... الأولى مع الهجرات السّامية إلى وادي النّيل، والمناطق المحيطة به... وكذلك مع موجات الفتح الإسلاميّ... ونهايةً مع تجديد الفتح أيام الخلافة العثمانيَّة... بقيادة محمد على باشا...
وبعدها استعمرت من قبل الإنجليز... إلى أن قامت جمهورية السّودان عام 1956 م.
3- قامت فيها ممالك:
الفور... والفونج... وقد كانت ممالك إسلاميَّة... استمرت إلى ما قبل احتلالها من قِبَلِ الإنجليز.
جنوب السّودان بالأرقام
1- تقدَّر مساحة جنوب السودان بـ: 700 ألف كم2... أي 28% من مساحة السّودان الكليّ... (أي ما يعادل مساحة الكويت بـ 30 مرة تقريبًا).
2- يقدَّر عدد سكانها بـ 7 ملايين نسمة... 30% مسلمين...... 7% نصارى.... والباقي أتباع دياناتٍ وثنيِّةٍ محليَّةٍ...
3- يتكلم أهلها العربية... إضافة إلى الإنجليزيَّة... إضافة إلى لغات ولهجات محليَّة...
4- تمتاز أرض جنوب السّودان بخيراتٍ عظيمةٍ: ظاهرةٍ... وباطنةٍ... حيث تتألف أرضها من: 40% من المراعي... و30 % من الأراضي الزّراعيَّة ... و23% من الغابات البِكْر... و7% من المسطحات المائيَّة... والبحيرات...
5- تهطل عليها الأمطار أكثر من 250 يوم في السّنّة... وفيها مئات الأنهار: الكبيرة... والصّغيرة...
6- هذا غير الثّروات النفطيَّة ... والمعادن المختلفة -ولاسيما- النّحاس.... والذّهب... وغيره...
7- يقدَّر أنّ -أرض الجنوب- تعوم على مليارات البراميل من النّفط البِكْر....!! غير المستخرج....!!
نظرًا لك تلك المزايا والصّفات... عمل أعداء الأمة على السّيطرة على تلك البلاد، وغيرها عن طريق: التّنصير...
فركزوا حملاتهم التّنصيريَّة على شعوب تلك المنطقة... ولم تلح حملاتهم إلا بين: الوثنين -نسبيًّا- فوصلت نسبة النّصارى إلى 7%... واستطاعوا من خلال:
الشّائعات... والجهل... والفقر... وعمالة بعض الأنظمة... إلى تكوين عداء بين:
المسلمين الشماليين ... وبين الجنوبيين المحاربين ... (ولاسيما المتنصرين).
حيث صُوِّر الشّماليّون على أنّهم: ظُلّامٌ ... وصيادو عبيد...
وقد استغل الأعداء بعض الحوادث الفرديَّة... والمعلومات الخاطئة... في إذكاء روح العداء بين الطّرفين...!!
وبالفعل قامت الحرب بين: الجنوبيين ... والشّماليّين ... وقد استمرت 21 سنة... أنهكت الطّرفين...
وأسفرت عن مقتل ما يقارب من: 2 مليون قتيل...!! وتشريد أكثر من: 4 مليون إنسان...!!
والأعداء من: الصّهاينة.... والصّليبيين... يمدون المحاربين من الجنوبيين: بالمال... والسّلاح...!!
ويعدونهم.... ويُمنُّونهم: بالكراسي... ومناصب.... إلى أن وقعت اتفاقية (نيفاشا) قبل ست سنوات.... الّتي نصت على إقامة انتخابات تقرير المصير (أو بالمعنى الأصح):
انتخابات سلخ هذه الأرض الإسلاميَّة... لتتحول إلى: دولةٍ نصرانيَّةٍ.... تحارب الإسلام والمسلمين..!!
تنبيه:
يشجع الصّهاينة -أيضًا- انفصال جنوب السودان... لأنهم يريدون التّضييق على المسلمين في كلِّ من: مصر ... والسّودان ... لمنع تدفق مياه النّيل... إلى أكثر من 120 مليون مسلم...!!
موقف المسلمين من هذه الانتخابات...!!
ومن الدّولة النّصرانيَّة الجديدة...!!
أولًا: كثيرٌ من المسلمين يسمع أنباء تلك الانتخابات... ولا تحرك في نفسه شيئًا... وهذا الأمر خطير جدًّا..!! فما يجري في أرض -جنوب السودان- هو أشبه بما جرى في: الأندلس... وفلسطين... وغيرها من البلاد الإسلاميَّة...
فانتبهوا... فانتبهوا...
ثانيًا: لا يجوز للمسلم أن يرضى بما يسمى باستفتاء تقرير المصير...
فمصير الأرض الإسلاميَّة ليس متوقفًا على: رضى نظام.. أو اختيار شعب...
فالأرض لله -سبحانه وتعالى-... ومصيرها بيده -عزّ وجلّ-...
وهذه أرضٌ إسلاميَّةٌ... لا يجوز التّفريط بها... تحت أي: ظرفٍ... أو ذريعةٍ... أو ضغطٍ...
ملاحظة:
أصدر ستون عالمًا مسلمًا -فقط- (فتوى) بتحريم -القبول- بانفصال جنوب السّودان... باعتبار أنّها أرضٌ إسلاميَّةٌ.. (فأين باقي علماء الأمّة...!!؟؟ حسبنا الله وتعم الوكيل...!!).
ثالثًا: في حال قامت تلك الدّولة -النّصرانيَّة المنسلخة-، يجب على المسلمين التّعامل معها... على أنّها: دولةٌ مغتصبةٌ... حالها كحال -الصّهاينة- الّذين اغتصبوا ارض فلسطين...!!
ملاحظة:
الانتخابات الّتي تجرى -في جنوب السّودان- محسومةُ النتائج -مسبقًا- لصالح الانفصال... وذلك كردة فعلٍ... على الحرب الأهليَّة... الّتي افتعلها: أعداء الأمَّة... وأذنابهم... إضافة إلى سيطرة حكومة -جنوب السودان- المدعومة من القوى الاستعمارية على مقاليد الأمور في تلك المنطقة... إضافة إلى أن ما يسمَّى -بالمراقبين الدّوليين- مُسَيَّسون لصالح الانفصال..!! وهذه الأطراف كلها تتلهف:
1- لانفصال الجنوب... 2- وتفتيت السّودان... 3- وإضعاف المسلمين...
رابعًا: أيُّها المسلمون:
ما جرى... ويجري الآن -في جنوب السّودان- يمكن أن يجري في أي مكان آخر ولاسيما -في دارفور- كما أنّه يمكن أن يجري في أي بلدٍ إسلاميٍّ غيره... فلننتبه إلى: مستقبلنا... وأيامنا القادمة... {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرّعد: 11].
وختامًا:
الله ... الله ... بالدّعاء لإخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها -ولاسيما- إخواننا المسلمين في جنوب السّودان... فهم على أبواب فتنةٍ وبلاءٍ عظيمٍ...!!
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن: يعينهم.... ويثبتهم... وينصرهم -والمسلمين جميعًا- على عدوِّهم... إنّه وليُّ ذلك والقادر عليه.
الرئيسية 
